وقد نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاربه: العام منهم والخاص، فعم ثم خص، فقال: ( يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم؛ لا أملك لكم من الله شيئاً )، ثم خص فقال: ( يا بني هاشم! لا أملك لكم من الله شيئاً ) ، ثم خص أكثر فقال: ( يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم! لا أملك لك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم! لا أملك لك من الله شيئاً )، ثم خص أكثر من ذلك فقال: ( يا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم! سليني من مالي ما شئت؛ لا أملك لك من الله شيئاً ).
فهذه قاعدة عظيمة واضحة جلية، وقال في الحديث الصحيح الآخر: ( إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء، وإنما وليي الله، وصالح المؤمنين ).
فقوله: ( إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء ) أي: وإن كانوا يزعمون أنهم من القرابة، وأنهم أولياء له بذلك، ثم قال: ( وإنما وليي الله، وصالح المؤمنين ).
وقال في الحديث الآخر: ( إن أوليائي المتقون حيثما كانوا ) .